ذهب ادراج الرياح

البحر:
في يوم من الأيام كنت جالسا" مع أحد أصدقائي أتحدث معه عن الحب الحقيقي ،
فقلت له ، أني كنت معجبا" بالبيت الذي يقول
(( يقولون ليلى في العراق مريضة فيا ياليتني كنت الطبيب المداويا ))
أما الأن وبعد أن عرفت الحب الحقيقي ..
فإن إعجابي بذالك البيت من الشعر قد تبخر وذهب أدراج الرياح .
وقبل أن يسألني عن السبب قلت:
لأن هذا البيت يدل على عشق خيالي ،
لاعلى عشق حقيقي ،
وبالتالي فصاحبه عاشق خيالي وليس عاشقا" حقيقيا" ،
ولو كان مصابا" بالعشق الحقيقي لقال:
(( يقولون ليلى بالعراق مريضة فيا ليتني كنت المريض ولا هي ))
وتابعت قولي :
نعم،
فإن العاشق الصادق كقلب الأم تماما" ،
فكما أن الأم تتمنى أن تمرض هي بدلا" من طفلها ،
كذلك العاشق إذا مرضت حبيبته يتمنى أن يمرض هو بدلا" منها.
قلت له :
ولكن ... فقاطعني ولم يدعني أكمل كلامي وقال:
أعرف أنك ستقول :
هذا البيت ينسب لمجنون ليلى ،
وأعلم أنك على قناعة بأن كان عاشقا" حقيقيا" وأنا أيضا" على قناعة بذلك .
بل أنا أراه رمزا" لأهل العشق قديما"وحديثا" ،
ولذلك وبمقدار قناعتي الراسخة بصدق عشق ومشاعر المجنون (( قيس ))
فإن قناعتي راسخة أيضا" وبنفس المقدار بأن هذا الببيت منسوب إليه ،
ولكنه في الحقيقة ليس له .
فقال لي أن حالتي صعبة ،
فضحكت وأنحدرت نحو أبي فراس الحمداني :
(( تكاد تضيء النار بين جوانحي إذا هي أذكته الصبابة والفكر )) ...