قصه حقيقيه حبيتها كتير وبتمنى تنال اعجابكم انتو بعد
لا بد واننا سمعنا الكثير من القصص اللي بدت بالانترنت .. وانتهت بالزواج او انتهت بحطام الحياة ..
لكن .. الحب احيانا .. وان كان مقتولا .. فهو لابد وان كانت له الحظات..
نواف.. طارق.. صديقان.. اشتركا بحياة جميله وعزيزة .. الا ان طق الحب ابواب جياتهما ..
خلونا نشوف.....
يا قلبي ....
ابتعد وارحل ...
في تلك الليلة الباردة ومن إحدى زوايا أحد المطاعم المشهورة في عروس الصحراء وفاتنة الشتاء مدينة الرياض ، انطلقت ضحكة ساخرة من حنجرة طارق وهو يجلس على مقعده أمام صديقه نواف الذي جلس قبله .. ثم ابتسم طارق هو يقول :
- يا صديقي الحب هي كلمة تم اختراعها ليصل مدعوها إلى أهدافهم ..
هز نواف كتفية بلا مبالاة وقال ردا عليه :
- من الخطأ أن تتحدث عن شيء لم تجربه في حياتك رغم أن عمرك اقترب من السادسة والعشرين ..
أخذ طارق نفسا عميقا .. ثم قال بثقة :
- ألا يقولون أن الحب من أول نظرة ؟؟ هممم إذن أنا أحب كل امرأة جميلة أشاهدها في المجلات أو على شاشات التلفزيون ..
وضع نواف ذقنه بين راحتيه وقال بابتسامة :
- العين تعشق .. والأذن تعشق .. ولكن أنا أتحدث عن عشق القلوب لا الحواس !!
مط طارق شفتيه بعدم رضا .. ثم قال محاولا الدفاع عن رأيه :
- عفوا ولكن لا أظنك تحب امرأة غير جميلة ..
غمز نواف بعينة وكأنه ينتظر هذه الكلمة من طارق ثم قال :
- ولكنك تعلم كما أنا أعلم أن المرأة الغير جميلة أيضا تتزوج .. لماذا يا ترى ؟؟
رفع طارق يده ومررها على شعره الناعم قبل أن يلتفت حوله قائلا :
- الخدمة في هذا المطعم بطيئة أليس كذلك ؟؟
وكانت الضحكة هذه المرة من حنجرة نواف ..
*** *** *** *** *** *** ***
عندما عاد طارق إلى منزله في تلك الليلة الباردة .. اتجه إلى غرفته مباشرة .. كان أول شيء يفعله هو تشغيل جهاز الكمبيوتر .. ثم يقوم بتغيير ملابسه .. لم تكن غرفته صغيرة .. ولكنها دائما تكون في حالة فوضى .. وهو يعشق هذه الفوضى ..
بعد أن قام طارق بتغيير ملابسه أغلق نور الغرفة كعادته دوما ليبقى النور الذي ينبعث من شاشة الكمبيوتر والتي لم تمضي لحظات حتى كان هو يجلس أمامها وتبدأ أصابعه في مداعبة لوحة المفاتيح .. لم يكن طارق يميل لغرف الدردشة التي أصبحت الشغل الشاغل لهواة الإنترنت .. لكنه كان مولعا بتصميم الصفحات وإنشاء المواقع .. ويجد متعته دائما في استعراض مهارته وإبداعه أمام الآخرين ..
ولكن في تلك الليلة صادف أمرا غريبا جعله يصاب بالغيظ .. لقد وجد في صندوق بريده الخاص بالموقع رسالة طويلة تقيم أعماله وتنتقده في بعضها وتعطيه بعض المقترحات لتحسين أداءه .. وفي النهاية كان توقيع كاتب الرسالة كلمة واحدة .. هي : البروفيسور ..
وهنا شمر طارق عن ساعديه .. وقضى ليله كله في التفنن على كتابة رد استفزازي للبروفيسور .. وشعر طارق بالرضا بعد انتهى من كتابة الرسالة .. ثم أرسلها وهو يقول في نفسه شامتا : سنرى كيف ترد الآن يا بروفيسور مغرور ..
*** *** *** *** *** *** ***
كان طارق متلهفا لمعرفة الرد الذي سيصله من البروفيسور .. ولكن الرد جاء بشكل غير الذي توقعه .. كان قصيرا وساخرا ومقتضبا .. :
" هههههههه ..
مغرور لأني واثق من نفسي ..
إذا كنت تملك الموهبة .. فأنا أملك العلم والموهبة ..
المغرور هو من لا يتقبل النقد و يعتقد أن لا أحد أفضل منه ..
هههههههه لا أقصدك أنت ..
وأنا ما زلت على استعداد أن أساعدك وأفيدك بعلمي وخبرتي .. "
شعر طارق بالغضب يعصف نفسه .. لكنه سرعان ما تمالك نفسه .. كان طارق دائما يثق في ذكاءه .. وبسرعة عجيبة كان يرسم في ذهنه تصورا للأحداث التالية .. لقد قرر أن يثبت موهبته للبروفيسور بطريقته الخاصة .. وابتسم بخبث وهو يرسل للبروفيسور رسالة قصيرة جدا كتب فيها :
" أرجو أن تسمح لي بالتحدث إليك عن طريق الماسنجر لأمر هام "
*** *** *** *** *** *** ***
كان نواف يقود سيارته بمهل نظرا للأمطار التي تهطل منذ فترة طويلة .. وكان طارق يجلس بجواره وهو يمسك بين كفيه بكوب القهوة حتى يصل إلى جسده الدفء من سخونتها .. وبعد فترة من الصمت قال نواف بحيرة :
- لكن لماذا تريد أن تنتقم من هذا البروفيسور .. إنه لم يفعل شيئا يستحق ..
أجابه طارق بعصبية :
- أرجوك يا نواف .. هو يدعي الأفضل .. وأعتقد أن الأفعال هي التي تحدد وليست الأقوال
ابتسم نواف وقال وهو يعبث بيده في الراديو بحثا عن قناة الاف ام :
- إنك لست مغرورا فقط .. و عنيد أيضا ..
ابتسم طارق وهو يقول وقد احمرت وجنتاه :
- لكني طيب جدا ..
ضحك الاثنان بمرح .. وفي نفس الوقت كان صوت راشد الماجد ينبعث من راديو السيارة : " خلاص الماضي ودعته .. محيت ذكراه من قلبي " مع نغمات سقوط المطر ..
*** *** *** *** *** *** ***
شعر طارق بنشوة النصر وهو يرى اسم البروفيسور يضاف إلى قائمة المتصلين لديه في الماسنجر .. وأسرع يرحب به ويشكره على اهتمامه بالموقع وحرصه على نجاحه .. كان طارق حسب مخيلته يعتقد أن البروفيسور تجاوز الثلاثين من عمره على أقل تقدير .. كما كان يعتقد أن الحوار سيكون معه مملا كأسلوب محاضرات الجامعة ..
ولكن أول مفاجأة كانت أن البروفيسور لم يتجاوز عمره 22 عاما .. ثم توالت المفاجآت تباعا .. فقد كان شخصا مرحا وله أسلوب شيق .. حتى أن طارق لم يذكر يوما ضحك من قلبه مثل هذا اليوم .. عرف أنه من مدينة الخبر ويدرس في كلية علوم الحاسب .. وضع طارق في مخيلته أنه من الممكن أن تكون المعلومات التي يتحدث بها البروفيسور عن نفسه غير صحيحة ، ولكنه شعر بصدقه عندما سأله طارق عن اسمه فكان جوابه :
- يمكنني أن أعطيك أي اسم وأقول لك هذا اسمي .. ولكني لا أريد أن أكذب ، لذلك أرجو أن تعفيني من هذا السؤال في الوقت الحالي على الأقل ..
تعجب طارق من هذا الجواب لكنه لم يلقى له بالا كثيرا .. واستمر في الحديث معه .. ومع كل دقيقة يزداد إعجابه بالبروفيسور .. ونسي طارق فكرة الانتقام التي كانت تسيطر على رأسه ..
*** *** *** *** *** *** ***
لم يكن صعبا على نواف أن يلاحظ إعجاب طارق بالبروفيسور .. كان يتحدث عنه بشكل مستمر .. لدرجة أن نواف بدأ يشعر بالضيق كلما سمع اسم البروفيسور حتى قال يوما :
- طارق .. هذا البروفيسور ليس سوى اسم .. والصورة التي أخذتها عنه هو الذي أخبرك عنها .. أي أنك لا يمكن أن تتأكد من صحتها على الإطلاق .. إنك في حقيقة الأمر تتحدث مع شاشة كمبيوتر لا مشاعر أو أحاسيس لها ..
صمت طارق للحظات مفكرا بجملة نواف .. ثم قال :
- إن حبل الكذب قصير .. فإن كان كاذبا فسينكشف أمره .. ولا أظن الفترة ستطول كثيرا لأتحقق من ذلك .. وسأثبت لك أنك كنت مخطئا ..
وخيل لنواف أنه رأى عيني طارق تلمعان ببريق الدهاء ..
*** *** *** *** *** *** ***
كانت مفاجأة للبروفيسور عندما طلب منه طارق أن يتحدث معه هاتفيا .. وعندما لاحظ طارق تأخر البروفيسور في الرد أسرع يكتب على شاشة الكمبيوتر :
- لماذا أنت متردد ؟؟ إنها الخطوة الأولى .. فأنا أيضا أريد أن أقابلك ..
جاءه الرد من البروفيسور غير متوقعا حيث قال :
- آسف يا طارق لا أستطيع أن ألبي طلبك ..
رغم شعور طارق بالغضب من هذا الرد وتذكره لكلام نواف .. إلا أنه حاول أن يتمالك نفسه وكتب يقول :
- لماذا لا تستطيع ؟؟ هل رأيت شيئا سيئا مني طوال فترة الشهر التي كنا فيها معا ؟؟ إنني أسعد كثيرا بلقائك وأتمنى أن نكون أصدقاء .. فلماذا ترفض أن تمد يدك إلى يدي التي تريد مصافحتك ..
جاءت حروف البروفيسور بطيئة كما رآها طارق وهي تقول :
- لم أرى منك إلى كل خير .. وأنا معجب كثيرا بأفكارك وأخلاقك وأيضا صراحتك ..
لم يستطع طارق أن يتمالك نفسه وبدأت أصابعه تضغط بعنف على لوحة المفاتيح :
- إذن لماذا ؟؟ حتى أنك لم تقل لي اسمك حتى الآن .. هل لأنك لا تثق بي ؟؟ أم لأنك تكذب علي .. هيا أخبرني لماذا أنت صامت هكذا ؟؟؟؟
جاءه الرد هذه المرة من البروفيسور صاعقا :
- لأنني فتاة يا طارق .. هل فهمت الآن ؟؟
سمع طارق صوت طرقات على باب غرفته .. ثم صوت شقيقته التي تكبره سنا تدعوه لتناول العشاء .. لكنه أجابها بصوت منخفض :
- أريد أن أنام ..
كان طارق مستلقيا فوق سريره منذ وقت مبكر .. ليس لأنه يرغب بالنوم .. ولكن لأنه يشعر بأن عقله قد أجهد من التفكير .. منذ أن علم بحقيقة الفتاة التي تخفت خلف شخصية البروفيسور وهو متردد بما يجب أن يفعل .. هل يستمر في محادثته معها ؟؟ أم هي نقطة نهاية هذا التواصل الذي كان بينهما ؟؟
لم يكن يجول في خاطر طارق منذ أن عرف الانترنت أن يستخدمه في محادثة الفتيات كهدف .. كان يؤمن في قرارة نفسه أن علاقة الفتى بالفتاة لا يمكن السيطرة عليها .. ولا يمكن وضع حدود لها .. لأن المشاعر هي التي تتحكم بالإنسان وليس العكس .. ولكن الذي حصل معه الآن لم يكن باختياره .. بل كانت مفاجأة لم تخطر حتى على باله ..
أطلق طارق تنهيدة قوية ثم أغمض عينيه وهو يقول بصوت هامس لا يكاد يسمع :
- أي حيرة صنعتيها لي يا منار !!
*** *** *** *** *** *** ***
ألقى نواف نظرة فاحصة على طاولة البلياردو قبل أن يمسك بالعصا ليضرب الكرة البيضاء التي تقف في منتصف الطاولة بعنف .. ثم التفت إلى طارق قائلا :
- أنا لا أفهمك يا طارق .. لماذا تفكر بأن تقطع علاقتك معها ؟؟
كان طارق ينقر بأصابعه سطح المنضدة في حركات سريعة وهو يرد على نواف :
- لقد كنت سابقا أتحدث مع عقل .. والآن أصبحت أتحدث مع أنثى ..
توقف نواف عن اللعب .. ثم وضع العصا جانبا واقترب من طارق ووضع كفه فوق كتفه قائلا له ببطء :
- هل تخشى على نفسك ؟؟ أم تخشى عليها من نفسك ؟؟
التفت طارق برأسه إلى نواف ونظر إلى عينيه برهة قبل أن يقول في حزم :
- بل أخشى أن يستسلم العقل أمام جبروت العاطفة ..
وكان الصمت هو سيد المكان بعد تلك العبارة ..
*** *** *** *** *** *** ***
يتبع..