التعبير عن الرأي ودوره في ثقافة الفرد والمجتمع
لأن الفكر كالجسم إذا تحرك يزداد نشاطاً ويزداد فاعلية أما إذا جمد و ركد فإن قدراته لا تنمو، كما أن الإنسان الذي يجلس ولا يتحرك يترهل جسمه تضعف عظامه لا تنمو عضلاته ، بينما إذا مارس الرياضة إذا تحرك يصبح جسمه أقوى يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (من يعمل يزدد قوة) الحركة تقوي الإنسان وهذا أمر بدهي واضح،في الجانب الجسمي و في الجانب الفكري، الإنسان الذي يفكر ويطرح رأيه، طرحه للرأي يستتبع أيضاً رداً على رأي ومناقشة الرأي فيتقوى رأيه وتتقوى قدرة الإنسان على التفكير .
ثانياً: من الناحية النفسية.
يزداد ثقة بنفسه، تتأكد شخصيته وعلماء النفس يقولون: إن الإنسان السوي هو الذي يعبر عن آرائه ومشاعره، بينما كبيت الآراء والمشاعر تكون له مضاعفات. الإنسان الذي يكون دائماً مكبوت يصاب بالكآبة ويصاب بالحزن تصيبه حالة إحباط وتصيبه حالة نفسية، بينما الذي يعبر عن آرائه ويعبر عن مشاعره تكون صحته النفسية أيضاً أفضل وأحسن.
ثالثاً : تظهر كفاءة الإنسان.
كفاءة الإنسان تظهر من خلال تعبيره عن رأيه وهو يتأكد أيضاً من صحة آرائه.
إذا كان لدي رأي قد يكون رأيي خاطئ إذا انطويت عليه ولم أطرحه أمام الآخرين لا ينكشف لي خطأ رأيي، بينما إذا أبديت رأيي يأتي من يناقشني، و يعترض عليَّ ، هذا يمكنني من تصحيح رأيي.
وإذا كان الرأي صحيحاً وجيداً هذا يظهر كفاءة صاحبه، ولذلك ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: (تكلموا تعرفوا فالمرء مخبوء تحت طي لسانه) تراى إنساناً يوحي لك منظره بأنه مهم فإذا تكلم لا ترى أن فكره في مستوى مظهره، وإنسان آخر بالعكس مظهره لا يوحي لك بأنه إنسان مهم لكنه حينما يتحدث ويطرح رأياً جيداً وفكرة جيدة ومعلومة قيمة يكبر في عينك وتتبين لك شخصيته.
إذن تعبير الإنسان عن رأيه هو الذي يظهر كفاءته ويظهر مستواه أمام الناس وأمام الآخرين.
نقل عن أبي الهذيل العلاف قال: كان يرتاد مجلسي –كان لديه مجلس يجتمع عنده الأدباء والحكماء والمثقفين- فتى وقور منظره وشكله وهندامه يوحي بأنه إنسان ينطوي على شيء من المعرفة والفهم والوعي، لكنه غالباً لم يكن يتحدث، يسكت ويستمع الكلام ولا يتحدث.
حاولنا أكثر من مرة أن نستدرجه للكلام هو يتمنع، يقول: أنا استفيد من كلامكم الصمت خير.
في يوم من الأيام ألحينا عليه نريد أن نستفيد فقل لنا شيء قال: إما إذا أصررتم فسأقول لكم حكماً هامة أرجوا أن تفهموها وأن تحفظوها، قال ففتحنا آذاننا وأعييننا فقال حدثني أبي عن جدي عن حكماء في سالف الزمان أنهم قالوا : ليس الجائع كالشبعان وليس المكسو كالعريان وليس النائم كاليقظان ثم صمت، فنظر بعضنا إلى بعض وقلنا لقد انخدعنا بالرجل فسقط من أعيننا بكلامه.
إذن تعبير الإنسان عن رأيه هو الذي يظهر كفاءته ومستواه، هذا على الصعيد الشخصي، الفوائد الشخصية من تعبير الإنسان عن رأيه أما على المستوى الاجتماعي فواضح أن المجتمعات التي يعبر فيها الأفراد عن آرائهم في مختلف الميادين: سياسياً دينياً فكرياً علمياً، هذا المجتمع تكون حركته العلمية أقوى، إمكانية تقدمه تكون أفضل .
من سمات المجتمعات المتقدمة حرية التعبير عن الرأي، كلما كانت حرية التعبير عن الرأي أفضل وأوسع شق المجتمع طريقه إلى الأمام. لأن الآراء تتبلور وتتكامل، أصحاب الرأي يطرحون آراءهم ويجتهدون في طرح أفكارهم، تتبلور الآراء والأفكار فيتقدم المجتمع، ومن هنا نجد أن المجتمعات المتقدمة ترى في جامعاتهم وفي وسائل إعلامهم وفي وسائلهم المختلفة اهتمام بتشجيع حرية التعبير عن الرأي بل يبتكرون مختلف الأساليب ومختلف الوسائل لتشجيع الناس على أن يعبروا عن آرائهم، على المستوى السياسي بالانتخابات، بالاستفتاءات العامة، صناديق الاقتراع. على المستوى العلمي حرية العلم والمعرفة، على المستوى الإعلامي، على المستوى الثقافي، على مختلف المستويات..
تشجيع لحرية التعبير عن الرأي، منظمات للدفاع عن حرية التعبير عن الرأي، جوائز ترصد للتشجيع على هذه الحالة، وسائل الإعلام أيضاً تشجع، مقابلات، أسئلة، اتصالات، الآن مع هذا التقدم التكنولوجي العلمي اتيحت الفرص أمام الناس حتى يعبروا عن آرائهم بحرية وبطلاقة هذا كله يشجع هذه الحالة، مراكز توجد في تلك المجتمعات لرصد حركة الرأي، وبين فترة وأخرى تظهر استبيانات حول مختلف القضايا والمسائل، واستطلاعات لآراء الناس، هذا كله للتشجيع على حرية الرأي وعلى حرية التعبير عن الرأي، بينما في المجتمعات المتخلفة الأمر على العكس من ذلك تماماً ولذلك تبقى متخلفة ولذلك لا تتقدم لانعدام وضعف حرية التعبير عن الرأي*^^
الإنسان ككائن مفكر منحه الله عقلاً ومنحه قدرة على التفكير وككائن له مشاعر وأحاسيس، تجيش في نفسه المشاعر والأحاسيس والتصورات كما تنبثق في ذهنه الآراء والأفكار، تارة يعبر عما لديه وعما في داخله الفكري من آراء أو داخله النفسي من أحاسيس ومشاعر، وتارة أخرى يكتم مشاعره ويخفي آراءه وأفكاره ولا يجهر بها لا يتحدث عنها.
الحالة السليمة السوية أن يعبر الإنسان عن آرائه وأن يظهر مشاعره وأحاسيسه، أما حالة الكبت وحالة الإخفاء فهي حالة غير طبيعية، حالة استثنائية.
ما هي آثار التعبير عن الرأي والمشاعر في حياة الإنسان؟ لها آثار كثيرة وكبيرة:
أولاً: تحرك وتنمي فكر الإنسان
لأن الفكر كالجسم إذا تحرك يزداد نشاطاً ويزداد فاعلية أما إذا جمد و ركد فإن قدراته لا تنمو، كما أن الإنسان الذي يجلس ولا يتحرك يترهل جسمه تضعف عظامه لا تنمو عضلاته ، بينما إذا مارس الرياضة إذا تحرك يصبح جسمه أقوى يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (من يعمل يزدد قوة) الحركة تقوي الإنسان وهذا أمر بدهي واضح،في الجانب الجسمي و في الجانب الفكري، الإنسان الذي يفكر ويطرح رأيه، طرحه للرأي يستتبع أيضاً رداً على رأي ومناقشة الرأي فيتقوى رأيه وتتقوى قدرة الإنسان على التفكير .
ثانياً: من الناحية النفسية.
يزداد ثقة بنفسه، تتأكد شخصيته وعلماء النفس يقولون: إن الإنسان السوي هو الذي يعبر عن آرائه ومشاعره، بينما كبيت الآراء والمشاعر تكون له مضاعفات. الإنسان الذي يكون دائماً مكبوت يصاب بالكآبة ويصاب بالحزن تصيبه حالة إحباط وتصيبه حالة نفسية، بينما الذي يعبر عن آرائه ويعبر عن مشاعره تكون صحته النفسية أيضاً أفضل وأحسن.
ثالثاً : تظهر كفاءة الإنسان.
كفاءة الإنسان تظهر من خلال تعبيره عن رأيه وهو يتأكد أيضاً من صحة آرائه.
إذا كان لدي رأي قد يكون رأيي خاطئ إذا انطويت عليه ولم أطرحه أمام الآخرين لا ينكشف لي خطأ رأيي، بينما إذا أبديت رأيي يأتي من يناقشني، و يعترض عليَّ ، هذا يمكنني من تصحيح رأيي.
وإذا كان الرأي صحيحاً وجيداً هذا يظهر كفاءة صاحبه، ولذلك ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: (تكلموا تعرفوا فالمرء مخبوء تحت طي لسانه) تراى إنساناً يوحي لك منظره بأنه مهم فإذا تكلم لا ترى أن فكره في مستوى مظهره، وإنسان آخر بالعكس مظهره لا يوحي لك بأنه إنسان مهم لكنه حينما يتحدث ويطرح رأياً جيداً وفكرة جيدة ومعلومة قيمة يكبر في عينك وتتبين لك شخصيته.
إذن تعبير الإنسان عن رأيه هو الذي يظهر كفاءته ويظهر مستواه أمام الناس وأمام الآخرين.
نقل عن أبي الهذيل العلاف قال: كان يرتاد مجلسي –كان لديه مجلس يجتمع عنده الأدباء والحكماء والمثقفين- فتى وقور منظره وشكله وهندامه يوحي بأنه إنسان ينطوي على شيء من المعرفة والفهم والوعي، لكنه غالباً لم يكن يتحدث، يسكت ويستمع الكلام ولا يتحدث.
حاولنا أكثر من مرة أن نستدرجه للكلام هو يتمنع، يقول: أنا استفيد من كلامكم الصمت خير.
في يوم من الأيام ألحينا عليه نريد أن نستفيد فقل لنا شيء قال: إما إذا أصررتم فسأقول لكم حكماً هامة أرجوا أن تفهموها وأن تحفظوها، قال ففتحنا آذاننا وأعييننا فقال حدثني أبي عن جدي عن حكماء في سالف الزمان أنهم قالوا : ليس الجائع كالشبعان وليس المكسو كالعريان وليس النائم كاليقظان ثم صمت، فنظر بعضنا إلى بعض وقلنا لقد انخدعنا بالرجل فسقط من أعيننا بكلامه.
إذن تعبير الإنسان عن رأيه هو الذي يظهر كفاءته ومستواه، هذا على الصعيد الشخصي، الفوائد الشخصية من تعبير الإنسان عن رأيه أما على المستوى الاجتماعي فواضح أن المجتمعات التي يعبر فيها الأفراد عن آرائهم في مختلف الميادين: سياسياً دينياً فكرياً علمياً، هذا المجتمع تكون حركته العلمية أقوى، إمكانية تقدمه تكون أفضل .
من سمات المجتمعات المتقدمة حرية التعبير عن الرأي، كلما كانت حرية التعبير عن الرأي أفضل وأوسع شق المجتمع طريقه إلى الأمام. لأن الآراء تتبلور وتتكامل، أصحاب الرأي يطرحون آراءهم ويجتهدون في طرح أفكارهم، تتبلور الآراء والأفكار فيتقدم المجتمع، ومن هنا نجد أن المجتمعات المتقدمة ترى في جامعاتهم وفي وسائل إعلامهم وفي وسائلهم المختلفة اهتمام بتشجيع حرية التعبير عن الرأي بل يبتكرون مختلف الأساليب ومختلف الوسائل لتشجيع الناس على أن يعبروا عن آرائهم، على المستوى السياسي بالانتخابات، بالاستفتاءات العامة، صناديق الاقتراع. على المستوى العلمي حرية العلم والمعرفة، على المستوى الإعلامي، على المستوى الثقافي، على مختلف المستويات..
تشجيع لحرية التعبير عن الرأي، منظمات للدفاع عن حرية التعبير عن الرأي، جوائز ترصد للتشجيع على هذه الحالة، وسائل الإعلام أيضاً تشجع، مقابلات، أسئلة، اتصالات، الآن مع هذا التقدم التكنولوجي العلمي اتيحت الفرص أمام الناس حتى يعبروا عن آرائهم بحرية وبطلاقة هذا كله يشجع هذه الحالة، مراكز توجد في تلك المجتمعات لرصد حركة الرأي، وبين فترة وأخرى تظهر استبيانات حول مختلف القضايا والمسائل، واستطلاعات لآراء الناس، هذا كله للتشجيع على حرية الرأي وعلى حرية التعبير عن الرأي، بينما في المجتمعات المتخلفة الأمر على العكس من ذلك تماماً ولذلك تبقى متخلفة ولذلك لا تتقدم لانعدام وضعف حرية التعبير عن الرأي